نريد السلام أيها الإعلام!

 

*ماذا تفعلين عندما تحبين شخصا ثم يحب صديقتك؟ و ماذا تفعلين عندما تتركين الشخص الذي تحبين من أجل شاب لا يحبك؟ و ماذا تفعلين عندما تعرفين أنك تحبين صديقك الجديد حقا و لكنك لا تزالين تحملين مشاعر حب لصديقك القديم؟ وكيف ستتصرفين عندما تعرفين أن صديقتك القديمة تحب صديقك الجديد؟

*عندما قبلني أحسست بلعابه في فمي…مقرف!!

أول قبلة دائما مقرفة و لكنك ستعتادين على الأمر و سيعجبك بعد مدة!

*(تقوم و هي شبه عارية من الفراش و قد لفت نفسها بملاءة السرير…تجلس و هي تتأفف…تنظر إلى صديقها اللذي لا يزال ممدا على السرير): أنت حقا شاب رائع…لكن أدائك في الفراش ليس جيدا كما توقعت..أرجوك حاول أن تفهمني!

*يااااه! انظري إلى مؤخرتها! كم هي مثيرة! كم أحسدها! إنها تحصد كل شباب المدرسة بتلك  المؤخرة اللعينة!

*أنت تغارين مني لأن “زاك” معجب بي أكثر منك! و إذا كنتِ تعتقدين أنك ستستملينه نحوك بلباسك المثير، فسوف تتمنين أن أمك لم تلدكِ! لا تعرفين إلى أي مدى ممكن أن ألعب بقذارة!!

*شباب…أي شخص يقترب منكم فعليكم “بالتجشوء” و إطلاق الريح …… سوف يهربون منكم خوفا…ههههههه!!

*أمي …لا أريد أن أراكِ و أنا مع صديقاتي…أنت حقا تحرجينني!

************

هل أنتم مصدومون؟

هذا ليس كلامي، بل هو وجبة يومية في أفلام و برامج يشاهدها الآلاف من أطفالنا و مراهقينا يوميا! هذه امثلة بسيطة لحوارات و مواقف في أفلام و مسلسلات موجهة خصيصا للأطفال و المراهقين..بعضها كرتوني له طابع هزلي ظريف و خفيف و بعضها حقيقي يؤديه مراهقون و مراهقات من ممثلي امريكا الناشئين…

ما هو شعوركم و أنتم تقرؤون الجمل أعلاه؟ ترى كم قيمة و كم خلقا تهدم تلك السيناريوهات؟

دعونا نبدأ في العد…

جميع هذه البرامج و المسلسلات تهدم الحياء…

جميعها تقوم بتشييء المرأة و جعلها جسدا فقط…

المرأة للجنس و الحب و التسوق و المعارك و الغيرة فقط..

حتى وإن كانت طالبة ام مثقفة إلا أن أهم شيء في حياتها هو اصطياد الشباب (اللي محصلوش!)…

النساء لا يمكن أن يكن صديقات مخلصات لأنهن في تنافس مستمر على الرجال…

الغاية تبرر الوسيلة…

البذاءة في الكلام و قلة التهذيب…

و قلة الأدب مع الأمهات…

هذا باختصار ما تفعله تلك السيناريوهات…و هي سيناريوهات من ضمن الدعايات و البرامج التي تبث في قناة إم بي سي 3 و قناة نيكولوديون للأطفال…هذه الوجبة اليومية التي يتلقاها أبناؤنا كل يوم…

منذ فترة ليست بالقصيرة، جربت منع أبنائي من مشاهدة تلك القنوات و قمت بتشفيرها ، لكني بعد مدة أحسست بالذنب لأنه لا يوجد بديل، فقناة سبيس ستون مثلا برامجها ليست مسلية و حماسية مثل برامج إم بي سي و نيكولوديون…

و الحل الذي وجدته و طبعا هو حل مرهق و متعب جدا هو المتابعة و التصحيح و النقاش المستمر مع الأبناء حول ما يشاهدونه…

لا أريد أن أطيل و لكن لدي سؤال لأهل الإعلام…إلى متى نظل في حرب مع ما يقدم على الفضائيات؟ لماذا الإصرار على بث و إذاعة ما يخدش حيائنا و يخدش قيمنا …لماذا الإصرار على بث كل ما يجعلنا نعتاد المنكر و نستنكر المعروف؟ لماذا يتعارض ما يقدمه الإعلام مع ما نحرص على تربية أبنائنا عليه؟

ألا يوجد حل سلمي يجعل الإعلام مساندا و داعما للآباء و الأمهات اللذين يريدون تربية أبناءهم على القيم و الأدب و الأخلاق؟

نريد السلام أيها الإعلام فهل هذا كثير؟ أعرف أن كل القنوات ستخسر الملايين لو توقفت عن بث العري و الفساد..و لكن أيهما أفضل أن نخسر الملايين أم نخسر الأخلاق؟ طبعا نخسر الأخلاق فهذا أسهل على النفس الأمارة بالسوء…أما الملايين فهي ستجعلنا نبني مسجدا لننظف به قذارتنا و نكفر به عن سيئاتنا التي يرتكبها جيل بأكمله، بل شعوبا بأكملها!

 

يا عالم…حتى الأمريكان يستنكرون عرض هذه الأمور بالمجان…المدونة الأمريكية الشهيرة سوزي أبدت في أكثر من موضوع استيائها من الفساد و الإباحية في القنوات العربية و التي يملكها سعودييون..و كل من يعرف سوزي يعرف أنها ليست متزمتة و لا هي متطرفة و لكن الأخلاق و الفطرة تأبى ما نتغذى عليه كل يوم!

أقترح أن يكون الإعلام الفاسد موجها للكبار فقط، فهم يملكون الوعي للاختيار …و لكن…أرجوكم…دعوا الأطفال و المراهقين في حالهم…ترى ما الذي نتوقعه من الجيل الذي يتربى اليوم على السيناريوهات أعلاه؟ و هي غيض من فيض…

بنظرة سريعة لنجوم هوليوود، نجد أن الكثير منهم يمنعون اطفالهم من مشاهدة التلفزيون لأكثر من ساعتين..الكثير منهم يمنعون اطفالهم من مشاهدة بعض البرانج بالتحديد لأنها تشجع على العري و الجنس قبل الأوان! و لكن…نحن في العالم العربي و لأننا متقدمون و متطورون جدا، فالمنع حرام و تخلف و رجعية…نخلط كثيرا بين المتدينين المتطرفين الذي يكرِهوننا في الدين و بين ديننا الحقيقي كما يحبنا أن نكون….

و لكن…من يعرض صورا أكثر فحشا يربح أكثر…من يهدم قيما أكبر يبيع أكثر في زمن الرخص!

18 thoughts on “نريد السلام أيها الإعلام!

  1. ما اجمل هذه الكلمات مع هذا الصباح.

    مشكلتنا تكمن في البدائل

    المساجد والشيوخ وحلقات العلم / شبهه

    المدارس والتعليم / وباء

    التربية الخاصة / مكلفة

    نأمل ببدائل افضل، واما الفضائيات فاغلبنا يتفق بتفاهتها

    بارك الله فيك

    • شكرا لك أخي محمد بهلول على ردك الثري…
      نعم نحتاج إلى ترفيه بديل…ترفيه بريء و غير مبتذل…ليس شرطا أن يكون له مغزي تربوي و لكن المهم أن يكون نظيفا..
      للأسف صحفنا و مثقفينا يركزون على السلبيات و قضية القيادة و الاختلاط و يغفلون ما نحتاجه فعلا..

      تحياتي

  2. ستيفن سبيلبرج، المخرج، لا يدع اطفاله يشاهدون التلفزيون لاكثر من ساعة واحدة يوميا، و كان يختار ما يشاهده اطفاله. السبب كما يقول ان التلفزيون يقتل الابداع، و لكن الحقيقة و كما اظن، هي للاسباب التي ذكرتي.

    كل القنوات المجانية في العالم الغربي لها رقابة، اما ما يدفع له المال، فكلام ثاني. للقنوات المجانية رقم يسهل الوصول اليه لتقديم الشكاوي مما تفضلتي بسرده، ولكن بما ان “الطاسة” ضائعة في بلاد العرب، فلنا الله.

    • نعم يا قصي…مثقفو الغرب و الناس الواعيين لديهم يعرفون أضرار الإعلام المرئي و يرفضونه بشدة…و أكبر دليل على ذلك سلسلة برنامج
      Killing us softly

      أما في العالم العربي، فهم يتهمونك بالتخلف و الغيرة من النجاح و الغيرة من جمال الآخرين إذا اعترضت على ما يقدمونه….و آخر الأمر تنال قناة مثل إم بي سي جائزة أفضل قناة عربية لانها تقدم مضمونا (هادفا و راقيا)!!

      شكرا لك

  3. الحمدلله إلى الآن ماعانيت مع أولادي، ما أحلاها برامج ديزني بلاي هاوس وهي مخصصة لأعمار ماقبل المدرسة، نيكودوليان مانتفرج منها إلا حاجات بسيطة زي سبونج بوب وكمان بالمراقبة والشرح والتصحيح

    قبل فترة كنت أتناقش مع زميل أسترالي كان يقول لي إن أولاده نادراً يتفرجوا التلفزيون، عادة وقتهم مابين الأكتيفيتز والدراسة ووقت فراغهم بيكونوا على النت وألعاب الكمبيوتر اللي يختارها لهم، كنت أستغرب كيف يمنع أولاده بس اكتشفت إن البدائل اللي هو موفرها بتغنيهم تماماً عن التلفزيون.
    تدوينة حلوة بس البداية قشعرتني =\ وماني فاهمة كيف المراهقين بتفرجوها!

  4. بِسم الله الرحمن الرحيم
    السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته

    حسن أُستاذتي، لو حاولنا كـ مُجتمع عربي أن نقومَ بـ جعل الأطفال يُشاهِدونَ التلفاز لـ مدة ساعتين يومياً، يَـ تُرى بـ ماذا سَيمضي أطفالُنا باقي يومِهم، الأب مشغول بالدوام أو بالنوم أو بـ المشاوير، والأُم مشغولة مثلاً بالزيارات أو بالتنظيف أو بـ مُتابعة واجبات الأطفال.

    أعتقِدُ بأن وقتنا نحنُ الكبار هوَ المُشكِلة وليسَ وقت الأطفال لأننا نستطيع أن نملاء وقتَهُم بِما نشاء.

    عليهِ أُستاذتي، أعِدُكِ بأن أُحاول إن تزوجتُ ورزقني اللهُ أطفالاً أن أجعلَ أطفالي يُشاهِدونَ التِلفاز لـ أربع ساعات يومياً، سأُحاوِل :).

    مشكورين على التواصل…
    مع تحياتي وأشواقي…

  5. السلام عليكم ..

    منذ أن اغنمس الإعلام في الملذات وترك البناء الإنساني وانخرط في الانحطاط الأخلاقي لم يعد هناك إعلام هادف وهذا يمثل خيبة أمل كبيرة لنا جميعا .. لكن يبقى الكتاب هو خير جليس في الزمان.

  6. جدا كلام رائع وحقيقة حينما كانت قناة MBC3 لدينا كنت اجلس مع اخوتي الصغار لمشاهدتها بكل صراحة كنت اخجل ممن اراه فسرعان ما حذفتها رغم اعتراضهم..
    فبحثت عن بديل وجدت قناة الجزيرة للأطفاال رغم ان فيها مخالفات بسيطة لكن ليست بحجم القناة التي قبلها…
    والآن قناة اجيال السعودية للأسف تقوم بعملية نسخ ولصق من قناةmbc3
    اتمنى ان يكون لنا صوت مسموع لنوقف هذا الاعلام الهابط
    وايضاً نحن مسؤولون عن ابنائنا لاندعهم امام الشاشات لوقت طويل
    ومن الرائع ان نقضي مع اطفالنا الوقت امام التلفاز وننبهم ونصحح لهم ونوجههم..
    لك جزيل شكري استاذة مها

  7. كلامك جميل وأتفق معك جدًا
    لكن أرى أن هناك بديل ، ولو أنه لا يصل للمثالية لكنه في كل الأحوال أفضل
    جربي مشاهدة قناة الجزيرة للأطفال 🙂 القناة جميلة وممتعة ولها اهداف ورؤى واضحة وسليمة ..
    حتى يومي هذا أتابعها في حال أمسكت بالريموت كنترول ، من محاسنها أيضًا لغتها ، لغتها فصيحة وصحيحة ..

    شكرًا على التديونة (F)

  8. الجميلة مها نور إلهي،
    لا تتخيلي مقدار سعادتي بوصولي إلى مدونتك العربية التي تناقش قضايا تخصنا ولا تخص تصحيح نظرة الغرب لنا.
    أحترمك وأشكرك كثيراً على ما تحاولين نشره.
    لفت انتباهي كثيراً أنك تناقشيهم فيما يعرض. لأن المنع في هذا لزمن لم يعد حلاً
    هناك دائماً وسيلة للمشاهدة: النت / الأصدقاء … الخ
    كما أن المنع لا يربّي الطفل على أسس وقناعات راسخة.
    وأنت بالتأكيد تعرفين هذا. ولكني وددتُ أن أشكرك مرة أخرى لأنك أرشدتني لحل جميل.
    لأني كنت أفكر هذا ما يحدث في العالم حولهم ليس من الطبيعي أن نحجبه عنهم ثم يصابوا بنوع من الصدمة بعد أن يخرجوا من تحت أيدينا!
    نحن بالفعل لدينا خلل كبير بين الرغبة في الخروج من عباءة التزمّت والحفاظ على أخلاقنا وديننا.

  9. لا أملك شيئاً أضيفه على ماسطرته..
    فقد أصبت الهدف بعينه,
    ولطــــــــــالما ردّدت ما سطرته الأخت
    .: B . A . Y . A . N :.
    .
    .
    ولكن..!
    هل من مجيب في الجوار؟!
    وإن كان..!
    فلديه في الغالب “جوابٌ بسؤال”..؟
    هل من بديل؟؟
    .
    .
    لا يسعني إلا الدعاء,
    بأن يحفظ الله, براءة الجيل القادم,
    وأن يرعاهم برحمته..
    .
    .
    شكراً لك أستاذه مها على فتح المجال في النقاش في هذا الموضوع 🙂
    دمتِ بود =”)

  10. أوافقك الرأي ولاحظت هذا الشئ من قنوات ام بي سي اكثر من نيكولوديان

    للأسف مراهقات العائلة أصبحت عقولهن كبيرة جدًا ويتناقشن في امور غالبيتها تدور حول الشباب

    بفعل هذه البرامج وما خفي أعظم أستاذة مها

  11. بصفتي عملت لسنوات مع قنوات الام بي سي فيمكننا بكل ثقة أن أقول أن السياسة البرامجية للقناة و المجموعة تهدف بشكل منظم الى دعم خلق الانسان المهمش، فاقد الابداع و المنعزل عن تراثه و جوانب ثقافته الأصيلة…. و ذلك لمصلحة احلال ثقافة عالمية مناسبة للعصر بمفهوم أمريكي
    أنا لا أنظر فقط لجوانب العري و تشيئ المرأة بل عليك النظر في عمق البرامج و تحلليلي ما تروج له من فكر..

    و ما خفي كان أعظم و لكنها أمور ليست للنشر العلني …. الله المستعان
    @theeproducer

  12. تكاد تكون مجموعة إم بي سي المرجع الأكبر للمتعة بين الجيل الصغير حالياً، لما تشكل من معاصرة الموضة الآيدولوجية والنمطية للغرب بشكل عام، ولبعدها شيئاً فشيئاً عن الرونق والصورة العربية.

    أتوقع أن هذا الفكر يساعدهم في النجاح، وإلا، لما كانوا استمروا عليه.

اترك رداً على نوران إلغاء الرد